بصمة نقدية/ عنوانها / الأسلوب وإيقاع المعنى في قصيدة / حلم قض مضجعي / للشاعر / علي الزاهر .
======= توضيح : نقصد بالدراسة المستقطعة الدراسة أحادية المدخل ، أي أننا نواكب الإبداع من من ألمع نقطة مضيئة فيه حسب وجهة نظرنا طبعا ، أما الدراسة الذرائعية ( الذرائعية في التطبيق في تحليل النصوص الأدبية ) ، فتتعد المداخل وقد تتسع الدراسة لصفحات تأخذ منا مدة زمنية أطول . الهدف من التجائنا للداسة المستقطعة هو الرغبة في تقليص المدة الزمنية لخدمة أكبر عدد من المبدعين ، نطلب الله تعالى التوفيق والسداد . ==================================
======================== مدخل =====================
لقد مارس أفلاطون عملية الاقصاء لحدث الخطابي الحامل للذات المتألمة ( المأساوية ) ، لكن سرعان ما تحول هذا اللون من الخطاب إلى لغة درامية مع سقراط و أرسطو وتشعب مسلكه مع نيتشه ، و الخطاب ادرامي هو خطاب أسلوبي أدبي يلاحق خطاب الحقيقة المحمل ببنية الاختلاف الاسوبية و تباينها وتعدد وظائفها الأسلوبية في كل أنماط التعبير التي تقدم العقل والعاطفة والانفعال تقديما متناسقا يتجلى في نسيج لغوي متماسك الكيانات الحرفية المتداخلة في سيرورات التلفظ .
============ المحصلات الأسلوبية السيمائية في القصيدة ======
القصيدة المعنونة ( حلم قض مضجعي ) للشاعر علي الزاهر ، تتقاطع فيها المفردات المعجمية و العلامات والتركيبات مع التيمات ، وهذا التقاطع يتآلف في بنية سردية ، تتجلى مظاهرها في في علامة الملفوظ الدرامي المرتبط بالألم ، فيصير الخطاب سلسلة من التشكيلات التلفظية التي تبدعها قوى الذات من عمق الألم الحامل نظرة متباينة وموكلة إلى مبدأ الانسجام .
نقدم نموذجا من القصيدة لما ترصدناه نظريا ، يقول الشاعر :
أم رؤاي نافذة للحزن فيك يا وطني ...؟
هذا الأفق فيك غيم الأحزان
فكيف أجد الباب نحو البهايات ؟
وأنا منهزم منذ البدايات
ما غنت النايات في مداك نشيدا
وما ألفيت فيك لغصن السلام شعارا
تبعثرت فيك كل الأوراق ياوطني
ما عاد لشدو العصافير فيك لحن
قضي الأمر التي فيه تستفتون .
تتجلى في المعجم والتركيب علاقات مستترة نصية داخل العلامات ( للحزن / أحزان / منهزم ...) ، التركيب ( ما النافية / الاستفهام / قضي الأمر ( الزمن المبني لمجهول ) .
عوامل متعددة تصعد أنا / الألم ، وتضطلع بالأفعال/ الاستجابة التي تتلقاها في أسلوب خطاب سردي ذو قواعد كونية ( الدراما) ، وتصورات منهجية لابراز الطاقات التأويلية الكامنة وراء فلسفة الأسبوب ، لأن العلامات تسدرج معها الأسلوب نحو لغة الذات النيتشوية .
================= إيقاع المعنى في القصيدة ==============
إن الأسلوب علامة تتضايف فيها الدوال بالمدلولات لإنتاج المعنى الذي يعتني عناية مركزة بالنشاط الدلالي المفتوح داخل فلسفة اللغة ، فيتحول المعنى من المنظور الاداركي إلى التعبيري ، فيصبح الانفعال العاطفي إيقاعا لخلق المعنى في النص ، ويصير إلهاما للخلق الأسلوبي ، فيتطور المعنى بعد التحفيز المؤثر في السيرورات المؤثرة في القيم الأسلوبية .
لنلاحظ النمودج الثاني من القصيدة :
ورجت في أرجائك يا وطني
كفة الميازين ، حين الحزن أعلن فيك الانتماء ...
فلمن ياعين ستشكو ظلمة المصباح
ومن يا أذن سيسمع في الأفق هذا النداء
كالقشة الآن تحملني هذي الرياح
لاحائط ولاشجر ولاوطن
ها قد شد الوثاق
وما آثار الصمت في صيحة
وما نظر الحجر ...
يتأسس إيقاع المعنى في النموذج الشعري من القصيدة على ثنائية فلسفية منبتقة من دائرة الجوقة بالمفهوم النيتشوي ، إنه إحساس الفرد بالألم ، ومن ثم نلفي أسلوب المأساة ( المجتمعية / نظرة الأنا ) يعبر عن قيمة التضاد في الكون التي هي محصلة للإنتاج الدلالي المتولد كذلك من إيقاع قاعدته النتاقض ووجهته الوحدة الكلية على اعتبار أن الإنسان ذاته علامة متفاعلة مع الكون بوصفه مجرات تموج بأنماط العلامات المختلفة ، ( الأسلوب حامل وعامل ) ، فعلاقة الأسلوب بالفكر تشبه علاقة اللفظ بالمعنى / الجسد بالروح حسب تعبير ابن رشيق .
===================================================
وختاما نؤكد على أن عمق المعنى عند الشاعر علي الزاهر ذهب بنا بعيدا في دلالات رمزية تثير في النفس خواطر كثيرة تجعل الناقد يشير إلى الأعمدة والرموز السيميائية التي نستشفها من خلال موجودات وخبوءات القصيدة . كما أن المعاني عميقة جعلتنا نحكم على الشاعر بأنه يتمتع بقدرة عقلية وملكة ذهنية وثقافة عالية واختزال كبير للتجارب الحياتية الذاتية والمجتمعية ...
===========عبدالرحمن الصوفي / المغرب ==================
عنوان القصيدة / حلم قض مضجعي / الشاعر علي الزاهر
المشهد الأخير
======%%%%%===============%%%%%===
حلم قض مضجعي
أم رؤاي نافذة للحزن فيك يا وطني ... ؟؟
هذا الأفق فيك غيم أحزان
فكيف أجد الباب نحو البهايات ؟؟
و أنا فيك منهزم منذ البدايات
ما غنت النايات في مداك نشيدا
و ما ألفيت فيك لغصن السلام شعارا
تبعثرت فيك كل الأوراق يا وطني
ما عاد لشدو العصافير فيك لحن
قضي الأمر الذي فيه تستفتون
و رجت في أرجائك يا وطني
كفة الميازين ، حين الحزن فيك أعلن الإنتماء ...
فلمن يا عين سنشكو ظلمة المصباح
و من يا أذن سيسمع في الأفق هذا النداء
كالقشة الآن تحملني هذي الرياح
لا حائط و لا شجر و لا وطن
ها قد شد الوثاق
و ما ثار الصمت في صيحة
و ما نطق الحجر ...
حاذر ، لا تلمس الأصداء إذا ما الصدى أعادها في هذي الأرجاء ...
و لا تلمس حجرا و لا تردد نشيدك ...
هي راية هذي الأقدار قد رفعت ...
أم سطوة الإشارات الكونيه
عودي أدراجك يا هذي الكلمات
ما حق لك في وطني
نشر الغيم و لا حمل بعض القصائد
جن فيك الحزن و ما ملكت يمناك ...
حاذر ، لا تلق القصيدة في مهب الريح
و افتح ذراعيك في الوطن المنسي جوفك ...
علت في الأفق أغنية المشهد الأخير
و أنت تحمل ما تبقى لديك من جمر العشق نحو مداك ...
ما غنت العصافير ترتيلة من صداك
كأن القبيلة حين وحدتها حروف الشعر
ما عرفت للقسط سبيل ...
كأن القبيلة استمدت مشورة بلقيس
حين يوسف في جوف السجن فسر رؤاك
لا تحزن يا ولدي
حر من ألقى جوف الصبابة قلبه
و ألقى في ظلمة المصباح دعائه
و أنت ، أنت الآن في مداك سيد الأشجان ...
و هذا وطني ، قد لا يأتيه الغيم غدا
و قد تصبح الأحلام فيه رمادا تذروه الرياح ...
آه ... يا أفق هذا الوطن المكلوم
عز فيك الشعر و القلم
و القرطاس ما عاد يعرف الأسماء
و لا لغة التأويل في عز الأصنام ...
===%%%%%%%%=========%%%%%%%%===
علي الزاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق