ساعتها يعرف العالم
انى لم أكن اهذى من الهذيان
بكلماتي
كأنى مجنون طلقه عقله
وصار بين الناس مجذوب
سحقا لمن ظن أن بى مس
من الشيطان او انى أخرجت
من رأسى عقلى
و وضعت بدخل راسى فاتورة
كهرباتى او ورقة بها حاجات
البيت كتبتها امرأتى حتى
لا يسقط منى شئ مما كتبت
ربة بيتى معذرة فى الورقة
خبزا و حليب اطفالى و عبوة
شاى ونصف كيلوا من سكر
علما أنى أشرب قهوتي من غير
السكر منذ الصغر وانا معتاد
مذاقها وكأنه مرا كامرأرة حلقى
من يوم ولدت
فلم أعرف طعم السكر حتى كبرت
وتجاوزت النصف الثانى من قرنى
ببعض سنوات
ياحسرة لقد سقطت منى ورقة
حاجات البيت
مكتوب فيها عنوان البيت و أسماء
ابنائى و أرقام هواتف الزوجة و الاولاد
و كل الأهل و الجيران
معذرة انى فقدت ذاكرتى
منذ كنت أبحث لزوجة عن دواء
لابنى القادم بعد ايام
من يعرف بيتى يأخذنى إليهم
فأنى لا أعرف للأهل عنوان
تاهت منى أيامى بين أسعار
المأكل و المشرب و بين فاتورة
كهرباتى وإيصال الغاز و بين
سعر كوب الماء
اخاف أن أنا مت
ياتى من يطلب اهلى
بفاتورة استهلكى للماء
خذوه للقبر من غير الغسل
فلا تندهشوا أنه لم يعتاد
فى عمره على الاستحمام
بحثوا فى ثيابى فوجدوا
ورقة مكتوبا بها كل الحاجات
البيت و قد حذف منها اسمى
و عنوانى واسم الزوجة و الأبناء
صاح منادى فى الطرقات
من يعرف رجل أرسل بورقة
يحضر حاجات بيته أنه قد
مات على أرصفة الأيام
خرجت ألف امرأة وامرأة
كلهن قالوا من أمس خرج
زوجى من البيت لكى يشترى
لنا حاجات الدار ولم يعد حتى
الآن ربما هو ذاك الرجل الملقى
على الأرض منتظرا تصريح الدفن
و بيده إيصال للكهرباء و فاتورة
غاز و ليس معه مال يسدد
إيصال استهلاك الماء
خذوه بلا غسل أنه الآن
قد مات و ارتاح نسأل الله
أن يتقبله من الشهداء ٠••
محمد الاصمعى ابوعمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق