بين فصولي....
ماتمنيت وأنا امشي بين دروب حياتي
سوى أن أعيش على وثيرة واحدة
لكن أبت نفسي إلا أن تحمل أرواحا متناقضة
ربما تشبهت بالفصول حتى باتت مثلها
ثمة شيء يربطنا بها دون أن ندري
هي النفس تتقلب بين الفينة والأخرى
كما تتقلب الفصول وهي تعبر أيامنا
كلما استقرت على حال إلا ويأتي فصل
فيقلبها رأسا على عقب ليقلبني معه
ودون وعي تجدني أمشي في أرض غير أرضي
باحثة عن ذاتي في مكان يشعرني أني انا
أنظر إلى خريفي حين يأتي وكلي خوف منه
فأجده يبعثر أوراقي اليابسة دون رحمة
حاملا معه أحلامي بعد أن ذبلت كل أحاسيسي
لكن سرعان مايتبعه شتائي ليترك العنان لنفسي
فما تلبث دموعي تتساقط كهطول امطار
لتتجمد فيه كل أحاسيسي ويكتسي عقلي الصقبع
فتجد نفسي سكنت حتى اعترى قلبي الصمت
فلم تعد تبالي لابحب ولابود فقد خلا مسرح فؤادها
حينها بأتي ربيعي كمنقذ لي ليزهر حياتي
يأتي بموكبه لابسا الأمل فيلبسني إياه بعد يأس
أشعر بعدها وكأن الدم قد جرى في شرايني
والحياة قد عادت لنفسي حتى ازدهر فؤادي
يملأني حبا وعطاء لأنثره على من حولي بسخاء
لكن فرحتي لاتكتمل ولاتدوم لحظاتها
حتى يأتي صيفي غاضبا محملا ببركان
ليباغثني فيقذف في ثناياي حممه
فيصل بانفعالاتي إلى أقصى ذروتها
ماتلبث ان تجف كل مشاعري وتتوهج أحاسيسي
هي حكمة ربي جعلها لنا دون أن ندري
فلو سارت حياتنا على نفس الوثيرة
لامتلأنا يأسا من ثقل الرتابة والجمود
لكن شاء ربي ان يجعل في كل فصل لنا محطة
نتجدد فيها ونزيح عنا ثقلا أرهقنا
فنلبس ثوبا جديدا نعيد به ترتيب أيامنا
هي الحياة ستظل ترسمنا بفصولها وتقلباتها
حتى نغذوا كلوحة سحرية حاملة ألغازنا
سميا دكالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق